التعرق الشديد – الأسباب والأعراض والحلول

جميع الناس يعرقون، فالتعرض هو وظيفة جسدية طبيعية تمامًا. ولكن إذا كان التعرق شديدًا وصعب التحكم به، فهو يصبح مقلق جدُا ومسبب للعجز تقريبًا. هذه الحالة التي تعرف بفرط التعرق هي عبء يمكن التخلص منه. اكتشف المزيد عن الأنواع المختلفة من التعرق الشديد.

في العادة يصاب معظم الأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق الأولي أو البؤري بنوبة واحدة أو أكثر من التعرق المفرط في الأسبوع (ولكن لا تحدث هذه النوبات أبدًا خلال النوم). بالنسبة لأولئك الذين يعانون من فرط التعرق الثانوي (الناجم عن سبب كامن)، فإن وتيرة حدوث نوبات التعرق تعتمد على الحالة المرضية المسببة لها.

التعرض هو وظيفة جسدية طبيعية. فالجميع يعرق عندما يكون الطقس حارًا أو عند القيام بنشاط بدني كممارسة الرياضة. إذ ينتج الجسم سائلًا مالحًا وشفافًا ( مكون من 90% ماء و1% ملح) من خلال الغدد العرقية الناتحة، وبالتالي فهو يؤدي وظيفة جسدية حيوية وهي تبريد أجسامنا.

عندما يكون الإنسان قلقًا أو مضطربًا، يمكن أن يفرز المزيد من العرق: فبالإضافة إلى الغدد العرقية الناتحة، تكون الغدد العرقية المفترزة نشطة وتنتج نسبيًا كمية صغيرة من العرق المختلف في تركيبته: فهو يحتوي على نسبة عالية من البروتينات والدهون. وعندما يتأيض العرق الناتج عن الغدد المفترزة بفعل البكتيريا، فهو يفرز روائح الجسم غير المرغوبة.
معظم الناس قد يعانون من التعرق المفرط وغير المتوقع، على سبيل المثال، بعد ممارسة الرياضة أو في الطقس الحار، الخ. وفي هذه الحالات ينتج الجسم ويفرز كميات أكبر من الترطيب. أما إذا حدث ذلك في ظروف لا تحفز انتاج التعرق (على سبيل المثال، في الطقس المعتدل أو عند الراحة الجسدية)، فتسمى هذه الحالة بفرط التعرق. فالأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق قد يتعرقون بشكل شديد، وقد يجدون أن حتى تغيير الظروف المحيطة بهم، مثل البقاء بعيدًا عن أشعة الشمس، لا يساعدهم على حل المشكلة. وذلك لأن الغدد العرقية لديهم مفرطة النشاط.

يمكن أن يتراوح التعرق الشديد من الرشح المعتدل إلى الشديد، مما يسبب بقع كبيرة من البلل على الملابس، وأقدام وأحذية مبللة وذات رائحة كريهة، أو أيادي مبللة أو رطبة.

"حوالي 1٪ من السكان يعرقون بشكل مفرط دون وجود سبب واضح لذلك."

يستخدم مصطلح فرط التعرق عندما يتجاوز التعرق الشديد التوقعات العادية. وهناك نوعان رئيسيان من فرط التعرق:

• عندما يؤثر التعرق الشديد على أجزاء معينة من الجسم مثل اليدين أو القدمين أو أجزاء من الوجه أو الإبطين، فإن هذا يسمى فرط التعرق الأولي (المجهول السبب) أو فرط التعرق البؤري.
• على الرغم من أن التعرق المفرط لا يعتبر أمرًا غير صحي، إلا أنه قد يكون أيضًا أحد أعراض مشكلة مرضية، التي قد تكون خطيرة جدًا في بعض الأحيان. في هذه الحالة، يسمى ذلك فرط التعرق الثانوي، وهذا يعني أن التعرق المفرط هو تأثير جانبي لمشكلة مرضية كامنة أو سبب هرموني (مثل الحمل أو انقطاع الطمث).

قد يشعر الأشخاص المصابون بفرط التعرق الأولي أو الثانوي بالحرج أو القلق أو الوهن الناجم عن هذه الحالة. لذلك، قد يكون للتعرق الشديد آثار نفسية شديدة مثل الاكتئاب والقلق الناجمين عن الشعور بالإحراج الاجتماعي .

لا توجد طريقة محددة لتحديد التعرق المفرط من حيث "كميات العرق". ولكن إذا أثر هذا التعرق الشديد على الحياة اليومية والأنشطة العادية، فقد يكون ذلك حالة من فرط التعرق.

يمكن أن يساعد الوصف التالي على تشخيص الحالة:

يمكن أن يصاب المرء بفرط التعرق الأولي عند حدوث التعرق المفرط لمدة أطول من ستة أشهر. وهو يحدث أساسًا في الإبطين أو راحة اليدين أوباطن القدمين أو أجزاء الوجه القحفية. وهو يفرز بشكل متماثل في مناطق الجسم، ولا يحدث أثناء الليل، وفي معظم الحالات يحدث أسبوعيًا على الأقل. كما أنه ناجم عن الاستعداد الوراثي ويبدأ قبل سن ال25.

في الحالات الأولية أو البؤرية لفرط التعرق (حيث تتأثر أجزاء معينة فقط من الجسم)، تكون المناطق المتضررة كالتالي:

• الإبطان (فرط التعرق الإبطي)
• الظهر
• راحة اليد ( فرط التعرق الراحي)
• الوجه (فرط التعرق الوجهي)
• أخمص القدمين
• الصدر
• ظهر الركبتين

يوجد في هذه المناطق تركيز عالٍ جدًا وغير عادي من الغدد المفترزة المسؤولة عن التعرق. ومع ذلك فإن نوبت فرط التعرق البؤري قد تحدث في عدة أجزاء من الجسم في الوقت نفسه.

إن مواجهة نوبات التعرق الشديد يمكن أن تؤثر على جودة ونوعية الحياة اليومية:

فالاستحمام المتكرر أو تغيير الملابس خلال اليوم الواحد يستغرق وقتًا طويلًا، وقد يؤدي التردد في خلع السترة أو الشعور بعدم الارتياح عند مصافحة الآخرين. مثلًا، الأمر الذي يؤدي إلى إحراج اجتماعي. وقد لا يرغب الشخص بممارسة الأنشطة الرياضية بعد ذلك. بل وقد تؤثر هذه الحالة على الأعمال أو الحياة المهنية (على سبيل المثال، قد يصبح مسك الأدوات أو استخدام لوحة المفاتيح أمرًا صعبًا عندما تعاني اليدان من فرط التعرق البؤري). وقد يلجأ المصابون بهذ الحالة إلى الإنسحاب من المجتمع.

يبدو أن فرط النشاط في إنتاج الغدد العرقية (تسمى الغدد المتفرزة) هو السبب الرئيسي لفرط التعرق.

وقد أظهرت الأبحاث أنه في حالات فرط التعرق الأولي أو البؤري، فإن الجزء من الدماغ الذي ينظم عملية التعرق يرسل إشارات إلى الغدد المفترزة للعرق حتى عندما لا تكون هناك حاجة فعلية لتبريد الجسم. هذا الخلل في الجهاز العصبي الذاتي يتسبب في تحفيز إفراز العرق دون أي سبب واضح، ويسبب تأثيرات مزعجة للمرضى.

يعتقد أن فرط التعرق الأولي أو البؤري يمكن أن يكون وراثياً: حيث تميل الأعراض إلى الانتشار في الأسر (يظهر التاريخ المرضي العائلي بنسبة 30 إلى 50٪ عند الأشخاص المصابين بهذه الحالة) وغالبًا ما يكون أقرباء الشخص المصاب بهذه الحالة مصابون بها أيضًا أو قد أصيبوا بها من قبل. ما عدا ذلك، يؤثر فرط التعرق البؤري فقط على الأشخاص الأصحاء في بداية سن البلوغ ،وعادة ما يصل ذروته في العشرينات أو الثلاثينات.

تختلف أسباب فرط التعرق الثانوي. وهي يمكن أن تكون كالتالي:

• الحمل
• سن اليأس أو انقطاع الطمث
• القلق
• تعاطي المواد المخدرة والكحول
• أمراض القلب
• داء السكري
• توقف التنفس
• البدانة
• التهاب الفاصل
• فرط نشاط الغدة الدرقية
• أدوية معينة
• إصابة الأعصاب الطرفية
• مرض الشلل الرعاشي"

من الضروري جدًا أن يقوم الطبيب بفحص أي حالة من حالات فرط التعرق الثانوي على الفور لتشخيصها.

بالرغم من أن السبب الرئيسي لفرط التعرق البؤري وراثي، إلا إن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تسهم في حدوث نوبات التعرق. وتمامًا مثل نوبات التعرق الشديد المؤقتة، تتحفز نوبات فرط التعرق البؤري بفعل القلق أو العصبية بسبب موقف أو مواجهة أو حادثة معينة.

يمكن أن تؤدي التغيرات في نمط الحياة أو تقلب الصحة العامة أو اكتساب الوزن أو تناول الكحول أو الأدوية أو المخدرات إلى تحفيز نوبات التعرق الشديد، تمامًا مثلما تفعل تغيرات المناخ أو درجة الحرارة بشكل عام.

إذا كان فرط التعرق ناجم عن عدوى أو مرض أو تغيرات هرمونية، فذلك هو فرط التعرق الثانوي، والعامل المساعد على حدوثه هو في الواقع السبب في حدوثه. وينبغي استشارة الطبيب في هذه الحالات. وقد تساعد التغيرات الطفيفة في نمط الحياة على حل هذه المشكلة إذا كان التعرق مؤقتًا

لا يوجد علاج من شأنه أن يمنع أي شخص من التعرق. فالتعرق وظيفة أساسية في الجسم. ومع ذلك، يمكن للأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق اليوم الاختيار من بين عدة خيارات من شأنها أن تخفف أعراض فرط التعرق المزعجة، وحتى إزالة بعضها بشكل دائم.

هنالك مجموعة واسعة ومتاحة من الخيارات الجراحية وغير الجراحية، وهي قد تختلف في التكاليف والآثار الجانبية ومدة فعاليتها. ومعظمها تعمل على الأعصاب التي تقوم بتحفيز الغدد العرقية.

يمكن أن يؤدي العلاج الفعال إلى تحسنات هائلة في حياة الأشخاص المجبورين بالتعايش مع هذه الحالة، ولذلك فإن تشخيص الحالة والتعامل معها يجب أن يتم بشكل دقيق.

يجب مناقشة العلاجات المتاحة مع الطبيب المختص. .

مضادات التعرق (تسمى أيضًا مضادات الرشح) هي فعالة بشكل خاص في التخفيف من التعرق المفرط في الإبطين من خلال العنصر الرئيسي الموجود فيها (يحتوي أساساً على أملاح الألومنيوم)، وعادة ما تكون أيضًا أول تدبير يوصى به أطباء الأمراض الجلدية كونها مستحضرات تجميلية ووسيلة غير باضعة للتخلص من العرق.

تحتوي مضادات التعرق على أملاح الألمنيوم، مثل Aluminium Chlorohydrate (ACH) أو Aluminium Chloride، كمواد نشطة. وتعمل هذه المواد على الغدد العرقية الناتحة والغدد المفترزة من خلال إغلاق قنوات الغدة العرقية بشكل جزئي ويمكن إعادة فتحها مرة أخرى. وبالتالي، فهي تحد من كمية العرق التي يتم إفرازها. وهذا الانسداد غير مؤذي. لأنه عندما يحف العرق، يخف البلل والرائحة بشكل ملحوظ. وتتوفر مضادات التعرق على شكل بخاخات أو رولات. إن حتى كميات صغيرة من مضادات التعرق قادرة على إحداث فرق كبير في كمية إفراز العرق.

في حالات التعرق المفرط، ننصحك بتجربة الروتين التالي:

استخدم الرول المضاد للتعرق Eucerin 48 h Anti-Perspirant Roll-On في المساء قبل الخلود إلى النوم وفي الصباح أيضًا. إن استخدام الرول المضاد للتعرق Eucerin 48 h Anti-Perspirant Roll-On في المساء يسمح للمكونات النشطة بتكوين السدادات التي تعمل على إغلاق الغدد العرقية. وهذه السدادت لا تزول خلال الاستحمام، وهي تبقى على الجسم لمدة يومين على الأقل. لذلك، فإن فعالية المنتج تصبح أقوى مع زيادة تكرار الاستعمال. إذا لم يكن تأثير هذا المنتج كافيًا لتلبية احتياجاتك الفردية، ننصحك بتجربة البخاخ المكثف المضاد للتعرق Eucerin 72 h Anti-Perspirant Intensive Pump-Spray ذو الفعالية القصوى ضد التعرق الشديد والروائح. الرجاء التأكد من قراءة واتباع التعليمات بدقة وعدم استخدام المنتج بشكل يومي لمدة طويلة من الزمن، ولذلك لتجنب تهيجات البشرة.

• Botulinum toxin type A

يعرف على نطاق واسع بالاسم التجاري البوتوكس. وهو مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق الإبطي، ويعتبر أحد أفضل العلاجات المدروسة حاليًا. فعند حقن المواد العصبية التي تساعد على منع التعرق الشديد في الإبطين، يتم تثبيط الأعصاب بحيث تتوقف عن إرسال الإشارات للغدد المفترزة لإفراز للعرق، وبذلك يتم تثبيط العرق.

• الإرحال الأيوني (العلاج الكهربائي)

تعتمد هذه الطريقة على إدخال الأيونات إلى الجلد بواسطة تيار كهربائي. فتقوم الكهرباء بتعطيل عمل الغدد العرقية بشكل مؤقت. إن الإرحال الأيوني مناسب لعلاج فرط التعرق البؤري في اليدين والقدمين. وفي الحالات الحرجة، قد يتم إجراء علاجات جراحية للغدة الدرقية. تعمل هذه الإجراءات (غالبًا بواسطة الليزر أو الجراحة) على القضاء على الإشارة التي تحث الجسم على التعرق بشكل مفرط، ويوصى بها للمرضى الذين يعانون من فرط التعرق البؤري الحاد في اليدين أو الإبطين أو الوجه.

• دواء مع ما يسمى بالعقاقير المضادة للكولين

في هذه المعالجة المنظمة، تقوم الناقلات العصبية بالمساعدة على منع تحفيز الغدد العرقية. بالرغم من ذلك، فقد تم استخدام هذه الأدوية أساسًا لعلاج فرط التعرق الثانوي، ولها آثار جانبية شديدة.

:يمكن أن تتحسن أعراض العرق الشديد عند تقيير نمط الحياة كالتالي

• تجنب الأطعمة التي تحتوي على التوابل والكحول والقهوة
• البقاء بعيدًا عن الشمس
• ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية، مثل القطن
• اختيار إما الملابس الفاتحة اللون أو الداكنة جدًا التي تخفي علامات التعرق
• -بطانات الإبط هي أيضًا خيار يمكن تجربته. كما أنها سوف تمتص العرق وتحمي الملابس